يبدأ الملايين من الأشخاص يومهم بفنجان من القهوة، ولكن بمجرد أن يتخلوا عن هذه العادة، يبدأ الصداع الرهيب في ملاحقتهم. وهذه ليست مزحة، فآلام انسحاب الكافيين حقيقية جدًا. البوابة lifecience.com تقول لماذا.

علماء الأعصاب ليسوا متأكدين تمامًا من سبب كون الصداع الناجم عن انسحاب الكافيين مزعجًا للغاية، لكن لديهم بعض النظريات. وللإشارة فإن الصداع الناتج عن انسحاب الكافيين يحدث عندما يستهلك الشخص أكثر من 200 ملليغرام من الكافيين (حوالي كوبين من القهوة) يوميا لمدة تزيد عن أسبوعين ثم يتوقف فجأة. يظهر الألم عادة خلال 24 ساعة بدون الكافيين ويختفي بعد أسبوع أو مع تناول الكافيين التالي.
ونظرًا لأن الكافيين يؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم، لا يستطيع الخبراء تحديد سبب شائع واحد للصداع. ولكن من المحتمل أن يرجع ذلك جزئيًا على الأقل إلى توسع الأوعية الدموية. الكافيين يضيقها – ومن المفارقة أن هذا هو ما يسمح للمادة بمحاربة أنواع معينة من الصداع. إذا توقف الكافيين عن الدخول إلى الجسم، تنتفخ الأوعية الدموية مرة أخرى، مما يزيد من تدفق الدم ويؤدي إلى الألم.
لكن هذا مجرد أحد الأسباب المحتملة. تفسير آخر للصداع هو استجابة مستقبلات الأدينوزين. يمنع الكافيين الأدينوزين، وهو جزء أساسي من الحمض النووي الريبوزي (RNA)، من الارتباط بالمستقبلات المنتشرة في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي. ونتيجة لذلك، تعمل الخلايا العصبية بشكل أسرع بكثير وتنقبض الأوعية الدموية، مما يجعل الناس يشعرون بمزيد من اليقظة واليقظة.
من الناحية النظرية، إذا توقف الشخص عن تناول الكافيين، فإن الزيادة المفاجئة في مستويات الأدينوزين في الجسم يمكن أن تؤدي إلى الصداع. ولكن لهذا السبب، يتم استخدام الكافيين لعلاج الآلام الأخرى: فهو يمنع توسع الأوعية الدموية. في الواقع، هذا ما يسمح للكافيين بتحسين فعالية مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين والأسيتامينوفين.
ومع ذلك، لا يزال العلم لا يعرف الكثير عن آثار انسحاب الكافيين. في أغلب الأحيان، يحدث هذا الألم في بيئة المستشفى، عندما يضطر المريض إلى التخلي عن القهوة من أجل الخضوع لإجراء طبي محدد. كما وجدت بعض الدراسات العلمية أعراض الصداع لدى الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية قاسية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الكافيين آمن بشكل عام إذا تم تناوله باعتدال. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تقليله أو التخلص منه تمامًا، فإن أفضل استراتيجية هي تقليل الجرعة تدريجيًا. اشربي كمية أقل من القهوة يوميًا أو استبدليها بمشروبات أخرى تحتوي على كمية أقل من الكافيين مثل الشاي.
